الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: النهاية في غريب الحديث **
{حوب} (ه) فيه <رَبِّ تَقَبَّل تَوبَتي واغسل حَوْبتي> أي إثمي. (ه) ومنه الحديث <اغفر لنا حَوْبَنا> أي إثمنا. وتُفتح الحاء وتُضم. وقيل الفتح لُغة الحجاز، والضَّم لغة تميم. (ه) ومنه الحديث <الربا سبعون حَوْبا> أي سَبْعُون ضَرْبا من الإثْم. ومنه الحديث <كان إذا دَخل إلى أهْله قال: تَوْباً تَوْباً، ولا تُغادِرْ علينا حَوْباً>.ومنه الحديث <إن الْجفَاء والْحَوْب في أهْل الوبَر والصُّوف>. (ه) وفيه <أنَّ رجلا سأله الإذْن في الجهاد، فقال: ألَك حَوْبَة؟ قال نَعم> يعْني ما يأثَم به إنْ ضَيَّعه. وتَحوّب من الإثم إذا تَوَقَّاه، وأَلْقَى الحُوبَ عن نَفْسه. وقيل الحَوبة ها هنا الأمّ والْحُرَم.ومنه الحديث <اتَّقُوا اللّه في الحَوْبات> يُريد النِّسَاء اللاَّتي لا يَسْتَغْنِين عَمَّن يَقُوم عليهنّ ويَتَعَهَّدهن، ولابُدَّ في الكلام من حذف مضاف تقديره ذأت حَوْبة، وذات حَوْبات. والحَوْبة: الحاجَة. (ه) ومنه حديث الدعاء <إليك أرُفَع حَوْبَتي> أي حاجَتي. (ه) وفيه <أنّ أبا أيُّوب أراد أن يُطَلِّق أمّ أيوب، فقال له النبي صلى اللّه عليه وسلم: إنّ طلاق أمّ أيوب لَحُوبٌ> أي لوَحْشَة أو إثم، وإنَّما أثَّمه بطلاقها لأنها كانت مُصْلحةً له في دِينِه. (ه) وفيه <مازال صَفْوانُ يَتَحوّب رِحَالَنا مُنْذُ اللَّيلة> التَّحوُّب: صَوْت تَوجُّع، أراد به شدّة صيَاحه بالدُّعاء، ورحالنَا منصوب على الظَّرف. والحُوبَة والحَيبَة الهَمُّ والحُزْن. (ه) وفيه <كان إذا قَدِم من سَفَر قال: آيبُون تائبون لربِّنا حامدون، حَوْباً حَوْباً> حَوْبٌ زجْر لذُكُور الإبل، مثْل حَلْ، لإنَاثها، وتُضَم الباء وتُفتح وتُكْسر، وإذا نُكِّر دخَله التَّنوين، فقوله حَوْبا حَوْبا بمنزلة قولك سَيْراً سَيْراً، كأنَّه لمَّا فرَغ من دُعائه زجَر جَمَله. (ه) وفي حديث ابن العاص <فعَرف أنه يُريد حَوْباءَ نَفْسه> الحَوْباءُ: روح القَلْب، وقيل هي النَّفْس. (س) وفيه <أنه قال لِنسَائه: أيَّتُكُنّ تَنْبَحُها كلاب الحَوْأَب؟ > الحَوْأَبُ: مَنْزل بين مكة والبَصْرة، وهو الذي نزلته عائشة لمَّا جاءت إلى البصرة في وقْعَة الجَمل. {حوت} * فيه <قال أنَسٌ: جئتُ إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم وهو يَسِمُ الظَّهْر وعليه خَمِيصة حُوَيْتِيَّة> هكذا جَاء في بَعض نُسَخ مسلم، والمشهور والمحفوظ خَمِيصة جَوْنِيَّة: أي سوداء، وأما حُوَيْتِيَّة فلا أعرفها، وطالَما بَحثْت عنها فلم أقِفْ لها على مَعْنى. وجاء في رواية أخرى <خَمِيصة حَوْتَكِيَّة> لعلها منسوبة إلى القِصَر، فإن الحَوْتَكِيّ الرجلُ القصيرُ الخَطْوِ، أو هي منسوبة إلى رجل يسمَّى حَوْتكا. واللّه أعلم. {حوج} (س) فيه <أنه كَوَى أسْعَد بنَ زُرارة وقال: لا أدَعُ في نفسي حَوْجَاءَ من أسْعَد> الحَوْجَاء الحاجة: أي لا أدع شيئاً أرى فيه بُرْأه إلا فعَلْته، وهي في الأصل الرِّيبَة التي يُحتاج إلى إزالتها. ومنه حديث قتادة <قال في سجدة حم~: أن تَسْجُد بالآخرة منهما أحْرى أنْ لا يكُون في نفسك حَوْجاءُ> أي لا يكون في نفسك منه شيء، وذلك أن موْضع السُّجُود منهما مُخْتلَف فيه هل هو في آخر الآية الأولى على تَعْبُدون، أو آخر الثانية على يَسْأمُون، فاختار الثانية لأنه الأحْوَط. وأن تَسْجُد في موضع المُبْتَدأ وأحْرى خبره. (ه) وفيه <قال له رجل: يا رسولَ اللّه ماتَرَكتُ من حَاجَةٍ ولا دَاجَةٍ إلا أتَيْتُ> أي ما تركت شيئاً دَعَتْنِي نفسي إليه من المعاصي إلا وقد ركِبْته، ودَاجَةٌ إتبَاعٌ لحَاجَةٍ. والألِفُ فيها مُنْقَلِبة عن الواو. [ه] ومنه الحديث <أنه قال لرجُل شَكا إليه الحَاجَة: انْطلِق إلى هذا الوادي فلا تَدَع حاجاً ولا حَطَباً، ولا تَاتني خمسةَ عشرَ يوما> الحَاجُ: ضرب من الشوك، الواحدة حَاجَة. {حوذ} (ه) في حديث الصلاة <فمن فَرَّغ لها قَلْبه وحَاذَ عليها بِحُدودها فهو مُؤمِن> أي حافَظَ عليها، من حَاذَ الإبل يَحُوذها حَوْذا إذا حَازَها وجَمَعها لِيَسُوقَها. (ه) ومنه حديث عائشة تصف عمر <كان واللّهِ أحْوذِيًّا (يروى بالزاي، وسيجيء) نَسِيجَ وحْدِهِ> الأحْوذِيّ: الجَادُّ المنكمش (المنكمش: المسرع) في أموره، الحَسَن السّيَاق للأمور. (ه) وفيه <ما من ثَلاَثَة في قَرْية ولا بَدْوٍ لا تُقَام فيهم الصَّلاَة إلاَّ قد اسْتَحْوَذ عليهم الشيطان> أي اسْتَوْلَى عليهم وحَوَاهُم إليه. وهذه اللَّفظة أحدُ ما جاء على الأصْل من غير إعلال خارِجَة عن أخَوَاتها، نحو استَقَال واسْتَقَام. (ه) وفيه <أغْبَطُ الناس المُؤْمِنُ الخفيفُ الحاذِ> الحاذُ والحال واحد، وأصل الحاذِ: طَريقَةُ المتن، وهو ما يقَعُ عليه اللّبْدُ من ظَهْر الفرَس: أي خفيف الظَّهْر من العِيال. (ه) ومنه الحديث الآخر <ليأتينَّ على الناس زمان يُغْبط الرَّجُل بِخِفَّة الحاذِ كما يُغْبط اليومَ أبو العَشْرَة> ضَرَبه مَثَلاً لقلَّة المال والعيال. وفي حديث قُسّ <غَمِير [ذات] سقطت من ا واللسان) حَوْذَان> الحَوْذَان بَقْلة لها قُضَبٌ وورَق ونَوْر أصْفر. {حور} (ه) فيه <الزُّبَير ابن عَمَّتي وحَوَارِيَّ من أمَّتي> أي خاصَّتي من أصحابي وناصِري. ومنه <الحوارِيُّون أصحاب المسيح عليه السلام> أي خلْصانُه وأنصاره. وأصله من التَّحْوِير: التَّبْييض. قيل إنهم كانوا قَصَّارين يُحَوِّرون الثِّياب: أي يُبَيِّضونها. ومنه <الخُبْزُ الحُوَّارَى> الذي نُخِل مرَّة بعذ مرة. قال الأزهري: الحَوارِيُّون خُلْصَان الأنبياء، وتأويله الذين أُخْلِصُوا ونُقُّوا من كل عَيْب. وفي حديث صفة الجنة <إن في الجنة لمُجْتَمَعاً للحُور العين> قد تكرر ذكر الحُور العين في الحديث، وهُنَّ نِسَاء أهل الجنة، واحِدَنُهُنَّ حَوْراء، وهي الشديدة بياض العين الشديدةُ سوادها. (ه) وفيه <نَعُوذُ باللّه من الحَوْر بَعْدَ الكَوْر> أي من النُّقْصَان بَعْد الزِّيادة. وقيل من فساد أمورِنا بعد صَلاحِها. وقيل من الرُّجُوع عن الجماعة بَعْد أن كُنَّا منهم. وأصله من نَقْض العِمَامة بعد لَفِّها. (ه) وفي حديث علي رضي اللّه عنه <حتى يَرْجع إليْكما ابْناكُما بحَوْر ما بعثْتُما به> أي بجواب ذلك. يقال كلَّمتُه فما ردَّ إليَّ حَوْراً: أي جَوابا. وقيل أراد به الخيبة والإخْفاق. وأصل الحَوْر الرجوع إلى النَّقْص. ومنه حديث عُبادة <يوشِك أنْ يُرَى الرجُل من ثَبَجِ المسلمين قرأ القرآن على لِسَان محمد صلى اللّه عليه وسلم فأعادَه وأبْدَاه لا يَحُورُ فيكم إلا كما يَحُور صاحب الحمَار المَيِّت> أي لا يَرْجِع فيكم بخير، ولا يَنْتَفِع بما حفظه من القرآن، كما لا ينتفع بالحمار الميت صاحبُه. (س) ومنه حديث سَطيح <فلم يُحِرْ جَواباً> أي لم يَرْجِع ولم يَرُدّ. ومنه الحديث <من دعا رجلا بالكُفْر وليس كذلك حارَ عليه> أي رَجع عليه ما نَسَبَ إليه. ومنه حديث عائشة <فَغَسلتُها، ثم أجْففتها، ثم أحَرْتها إليه>. ومنه حديث بعض السلف <لو عيَّرتُ رجُلا بالرَّضْع لخَشِيت أن يَحُورَ بي داؤُه> أي يكون عليَّ مَرْجِعه. وفيه <أنه كوَى أسْعَد بن زُرارة على عاتِقه حوْراء>. (ه) وفي رواية <أنه وَجَدَ وَجَعا في رَقَبَتِه فَحوَّرَه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بحَدِيدة> الحَوْراء: كَيَّة مُدَوّرة، من حارَ يَحُور إذا رجَع. وحَوَّرَه إذا كوَاه هذه الكَيَّة، كأنه رَجَعها فأدَارَها.(ه) ومنه الحديث <أنه لمَّا أُخْبر بقَتْل أبي جهل قال: إن عَهْدي به وفي رُكْبَتَيْهِ حوراءُ فانظروا ذلك، فنظَروا فرأوه> يعني أثَر كيَّة كُويَ بها. وقيل سُمَيت حَوْراء لأن موضعها يَبْيَضُّ من أثر الكيّ. (ه) وفي كتابه لوَفْد هَمْدانَ <لهم من الصَّدقة الثِّلْبُ، والنَّاب، والفَصِيل، والفارض، والكَبْش الحَوَرِيّ> الحَوَرِيُّ منسوب إلى الحَوَر، وهي جُلود تُتَّخذ من جُلود الضَّأن. وقيل هو ما دُبِغ من الجُلود بغير القَرَظ، وهو أحَد ما جاء على أصله ولم يُعَلَّ كما أُعِلّ ناب.{حوز} (س) فيه <أن رجلا من المشركين جميعَ الَّلأمة كان يَحُوز المسْلمين> أي يَجْمَعُهم ويَسُوقًهم. حازَه يحوزه إذا قَبضه ومَلَكَه واسْتَبدّ به. (ه) ومنه حديث ابن مسعود <الإثْم حَوّاز القلوب> هكذا رواه شَمِر بتشديد الواو، منْ حاز يَحُوز: أي يَجْمع القلوب ويَغلِب عليها. والمشهور بتشديد الزاي. وقد تقدم. ومنه حديث معاذ <فَتَحوّز كلٌّ منهم فَصَلَّى صلاة خفيفة> أي تَنَحَّى وانْفَرد. ويُروى بالجيم من السُّرعة والتَّسْهِيل. ومنه حديث يأجوج ومأجوج <فَحوَّز عَبادي إلى الطُّور> أي ضُمَّهُم إليه. والرِّواية فحرِّز بالراء.ومنه حديث عمر <قال لعائشة يوم الخندق: وما يؤمِنك أن يكون بلاء أو تحَوُّز> هو من قوله تعالى <أوْ مُتَحَيِّزا إلى فئة> أي مُنْضَمًّا إليها. والتَّحوُّز والتَّحيُّز والانْحِياز بمعْنًى. ومنه حديث أبي عبيدة <وقد انْحاز على حَلَقة نَشِبَت في جراحَة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يوم أُحُد> أي أكَبَّ عليها وجمع نفْسه وضمَّ بعضها إلى بعض. (ه) وفي حديث عائشة تَصِف عمر <كان واللّه أحْوَزِيًّا> هو الحَسَن السياق للأمور، وفيه بَعْض النِّفَار. وقيل هو الخفيف، ويروى بالذال. وقد تقدم. ومنه الحديث <فَحمي حَوْزَة الإسلام> أي حُدُوده ونواحِيه. وفلان مانع لحوزته: أي لما في حَيِّزه. والحَوْزَة فَعْلَة منه، سميت به الناحية. (ه) ومنه الحديث <أنه أتى عبد اللّه بن رَواحة يعُوده فما تَحَوَّز له عن فرَاشِه> أي ما تَنَحَّى. التحوز من الحَوْزة وهي الجانِب، كالتَّنَحِّي من النَّاحِية. يقال: تحوَّز وتَحيَّز، إلا أن التَّحَوز تَفَعُّل، والتَّحَيُّز تَفْعِيل، وإنما لم يَتَنَحَّ له عن صدْر فراشه لأنَّ السُّنة في ترك ذلك. {حوس} (ه) في حديث أحُد <فحاسُوا العَدوّ ضَرباً حتى أجْهضوهُم عن أثقالهم> أي بالغوا النّشكاية فيهم. وأصل الحَوْس: شِدة الاخْتلاط ومُداركَة الضَّرْب: ورجُل أحْوسُ: أي جريء لا يَرُدُّه شيء. (ه) ومنه حديث عمر <قال لأبي العَدَبَّس: بل تَحُوسُك فِتْنة> أي تُخالِطُك وتَحُثك على ركُوبها. وكل مَوضع خالَطْتَه ووطِئْته فقد حُسْتَه وجُسْتَه.ومنه حديثه الاخر <أنه رأى فلانا وهو يَخْطُب امرأة تَحُوس الرِّجال> أي تُخالِطهم. [ه] وحديث الآخر <قال لحَفْصة: ألم أرَ جارِية أخيك تَحُوس الناس؟ >. ومنه حديث الدَّجال <وأنه يَحُوس ذرَاريَّهم>. (ه) وفي حديث عمر بن عبد العزيز رضي اللّه عنه <دخل عليه قوم فجعل فتًى منه يَتَحَوّس في كلامه، فقال: كَبِّرُوا كَبِّرُوا> التَّحَوُّس: تَفَعُّل من الأحْوَس وهو الشجاع: أي يَتَشَجَّع في كلامه ويَتَجَرَّأ ولا يُبالي. وقيل هو يَتَأَهَّب له ويَتَرَدَّد فيه. (س) ومنه حديث علقمة <عرَفت فيه تَحَوُّس القوم وهيأتهم> أي تأَهُّبهم وتَشَجُّعهم. ويروى بالشين.{حوش} (ه) في حديث عمر <ولم يَتَتبَّع حُوشِيَّ الكلام> أي وَحْشِيّه وعَقِدَه، والغريبَ المُشْكل منه. وفيه <من خَرج على أمَّتي يَقتل بَرَّها وفاجِرَها ولا يَنْحاش لِمؤْمِنهم> أي لا يَفْزع لذلك ولا يَكْتَرث له ولا يَنْفِرُ منه. (ه س) ومنه حديث عمرو <وإذا بِبَياض يَنْحاش منِّي وأنحاش منه> أي يَنْفِر منِّي وأنْفِر منه. وهو مُطاوع الحَوْش: النِّفَار. وذكره الهَروي في الياء وإنما هو من الواو. ومنه حديث سمُرة <وإذا عنده وِلْدان فهو يَحُوشُهم ويُصْلح بيْنهم> أي يَجْمَعهم. ومنه حديث عمر رضي اللّه عنه <أنَّ رجُلين أصابا صَيْدا قَتَله أحَدُهما وأحاشه الآخر عليه> يَعْني في الإحْرام، يقال حُشْت عليه الصَّيد وأحَشْتُه. إذا نَفَّرتَه نَحْوَه وسُقْته إليه وجَمَعْته عليه. (ه س) ومنه حديث ابن عمر رضي اللّه عنهما <أنه دخَل أرْضاً لَهُ فرأى كَلْبا فقال أَحِيشوه عليّ>. (س) وفي حديث معاوية <قَلَّ انْحِيَاشُه> أي حَرَكَتُه وتَصَرُّفه في الأمور. وفي حديث علقمة <فعرَفْت فيه تحَوُّش القوم وهَيْأتَهم> يقال احْتَوش القوم على فُلان إذا جعَلوه وَسْطهم، وتحَوَّشُوا عنه إذا تَنَحَّوْا. {حوص} (ه) في حديث علي <أنه قَطع ما فَضَل عن أصابعه من كُمَّيه ثم قال للخَيَّاط حُصْه> أي خِطْ كَفافه. حاص الثَّوبَ يَحُوصه حَوْصا إذا خاطَه. ومنه حديث الآخر <كُلَّما حِيصَت من جانِب تَهَتَّكَت من آخر>. وفيه ذكر <حَوْصاء> بفتح الحاء والمَدّ: هُو موضع بين وادِي القُرى وتَبُوكَ نَزله رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حيث سار إلى تَبُوك. وقال ابن إسْحَاق: هو بالضاد المعجمة. {حوض} * في حديث أمّ اسماعيل عليهما السلام <لمَّا ظهر لَها ماء زَمْزم جَعلتْ تُحَوّضه> أي تَجْعل له حَوْضا يَجْتَمِع فيه الماء. {حوط} * في حديث العباس رضي اللّه عنه <قُلْتُ: يا رسول اللّه ما أغْنَيْت عن عَمّك يَعْني أبا طالب، فإنه كان يَحوطُك ويَغْضَب لك> حاطه يَحُوطُه حَوْطا وحِيَاطة: إذا حَفظَه وصَانَه وذَبَّ عنه وتَوَفَّر على مصَالِحه. ومنه الحديث <وتُحِيط دَعْوَتُه مِن ورائهم> أي تُحْدق بهم من جميع جوَانبِهم. يقال حَاطَه وأحَاطَ به.ومنه قولهم <أحَطْتُ به عِلْما> أي أحْدَق عِلْمي به من جميع جهاته وعَرفْته. وفي حديث أبي طلحة <فإذا هو في الحائط وعليه خَميصة> الحائط ها هنا البُسْتان من النخيل إذا كان عليه حائط وهُو الجِدَار. وقد تكرر في الحديث، وجَمْعُهُ الحَوائطُ. ومنه الحديث <على أهل الحوائط حِفْظُها بالنَّهار> يعني البَسَاتِين، وهو عَامٌّ فيها. {حوف} (س) فيه <سلّط عليهم موت الطاعون يَحُوفُ القلوب> أي يغيِّرها عن التوكُّل ويَدْعوها إلى الانْتقال والهَرب منه، وهو من الحَافَة: ناحِية الموضع وجانبه. ويروى يُحَوِّف بضم الياء وتشديد الواو وكسرها. وقال أبو عبيد: إنَّما هو بفتح الياء وتسكين الواو. (س) ومنه حديث حذيفة <لمّا قُتِل عمر رضي اللّه عنه نزل الناسُ حافَةَ الإسلام> أي جَانِبَه وطَرَفه. وفيه <كان عُمَارة بن الوليد وعمْرو بن العاص في البَحْر، فجلَس عَمْرو على مِيحَافِ السَّفينة فدفَعه عُمارة> أرادَ بالميحَاف أحَدَ جانِبَي السَّفينة. ويُروى بالنون والجيم. (ه) وفي حديث عائشة <تَزَوَّجَنِي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وعليَّ حَوْف> الحَوْف: البَقِيرة تَلْبَسها الصَّبِيَّة، وهي ثوب لا كُمَّين له. وقيل هي سُيُور تَشُدّها الصّبْيان عليهم. وقيل هو شدّة العيْش. {حوق} (س) في حديث أبي بكر رضي اللّه عنه حين بَعَث الجُنْد إلى الشام <كان في وَصيِّته: سَتَجدون أقواما مُحَوَّقةً رؤسهم> الْحَوْق: الكَنْس. أرا أنَّهم حَلَقوا وسَط رؤسهم، فشَبَّه إزالَة الشَّعَر منه بالكَنْس، ويجوز أن يكون من الحُوق: وهو الإطَار المُحيط بالشيء المُسْتدِير حَوْله. {حول} (ه س) فيه <لا حَوْلَ ولا قوّةَ إلا باللّه> الحَوْل ها هنا: الحَركَة. يقال حالَ الشَّخْصُ يحول إذا تَحَرَّك، والمَعْنى: لاَ حَركة ولا قوّة إلا بمَشِيئة اللّه تعالى. وقيل الحَوْل: الحِيلة، والأوّل أشْبَه. (ه) ومنه الحديث <اللهم بك أصُول وبك أحُول> أي أتَحرّك. وقيل أحْتال. وقيل أدْفع وأمَنع، من حالَ بين الشّيئين إذا مَنع أحدَهما عن الآخر. (ه) وفي حديث آخر <بك أُصاول وبك أُحاول> هو من المُفاعَلة. وقيل المُحاولة طَلَب الشيء بحِيلة. (ه) وفي حديث طَهْفَة <ونَسْتَحِيل الجَهَام> أي نَنْظر إليه هل يتحرّك أم لا. وهو نَسْتَفْعِل. من حالَ يَحُول إذا تَحَرّك. وقيل معناه نَطلُب حال مَطَره. ويُروى بالجيم. وقد تقدّم (ويروى بالخاء المعجمة، وسيجيء). (س) وفي حديث خيبر <فحالوا إلى الحِصْن> أي تَحَوّلوا. ويُرْوَى أحالوا: أي أقْبَلوا عليه هاربين، وهو من التَّحَوُّل أيضا. (س) ومنه <إذا ثُوِّب بالصلاة أحال الشيطانُ له ضُرَاطٌ> أي تَحَوّل من موضعه. وقيل هو بمعنى طَفِقَ وأخَذَ وتَهَيَّأ لِفعْله. (ه س) ومنه الحديث <من أحالَ دخَل الجنة> أي أسْلَم. يعني أنه تَحَوّل من الكفر إلى الإسلام. وفيه <فاحْتالَتهم الشياطين> أي نَقَلَتهم من حال إلى حال. هكذا جاء في رواية، والمشهور بالجيم. وقد تقدم. ومنه حديث عمر رضي اللّه عنه <فاسْتَحالت غَرْباً> أي تَحَوّلتْ دَلْواً عظيمة. وحديث ابن أبي لَيْلَى <أُحِيلت الصلاة ثلاثة أحوال> أي غُيِّرت ثلاث تَغْييرات، أو حُوّلت ثلاث تَحْويلات. (س) ومنه حديث قَبَاث بن أشْيَم <رأيت خَذْقَ القيل أخضرَ مُحِيلاً> أي مُتَغَيِّراً. ومنه الحديث <نَهى أن يُسْتَنْجَى بعَظمٍ حائل> أي مُتَغير قد غَيَّره البِلَى، وكلُّ متغير حائلٌ فإذا أتَتْ عليه السَّنة فهو مُحِيل، كأنه مأخوذ من الحَوْل: السَّنَة. (س) وفيه <أعوذ بك من شرّ كل مُلْقِح ومُحِيل> المُحِيل: الذي لا يُولَدُ له، من قولهم: حالت الناقةُ وأحالت: إذا حَمَلت عاما ولم تحملْ عاماً. وأحال الرجُل إبِلَه العامَ إذا لم يُضْرِبْها الفَحْلَ. (ه) ومنه حديث أمَ مَعْبَد <والشاء عازِبٌ حِيَال> أي غير حَوَامِل. حالت تَحُول حِيَالاً، وهي شاءٌ حِيَال، وإبلٌ حِيال: والواحدة حائل، وجَمْعها حُول أيضا بالضم. (ه) وفي حديث موسى وفرعون <إنّ جبريل عليه السلام أخَذَ من حالِ البحر فأدخله فَا فرعَوْن> الحالُ: الطين الأسود كالحَمْأة. ومنه الحديث في صفة الكوثر <حالُه المِسْكُ> أي طِينُه. (ه) وفي حديث الاستسقاء <اللهم حَوَالَينا ولا علينا> يقال رأيتُ الناس حَوْلَه وحَوَاليه: أي مُطِيفين به من جوانبه، يريد اللهم أنْزِل الغَيْثَ في مواضع النَّبات لا في مَواضع الأبْنِيَة.(س) وفي حديث الأحنف <إنّ إخواننا من أهل الكوفة نَزَلوا في مثل حُوَلاء الناقة، من ثمارٍ مُتَهدِّلة وأنهار مُتَفَجِّرة> أي نزلوا في الخِصْب. تقول العرب: تَرَكْت أرض بني فلان كَحُولاء الناقة إذا بالغتْ في صِفة خِصْبها، وهي جُلَيْدة رقيقة تَخْرج مع الولد فيها ماء أصْفر، وفيها خُطُوط حُمْر وخُضْر. (س) وفي حديث معاوية <لما احتُضِر قال لابْنَتَيه: قَلِّباني، فإنكما لَتُقَلِّبان حُولاً قُلَّباً، إن وُقي كَيَّة النار (في اللسان، وتاج العروس: كبة، بالباء الموحدة) > الحُوَّل: ذو التَّصَرُّف والاحتيال في الأمور. ويروى <حُوَّلِيًّا قُلَّبيِّاً إن نَجا من عذاب اللّه> وياء النّسبة للمبالغة. ومنه حديث الرجُلين اللَّذَين ادَّعى أحدهما على الآخر <فكان حُوّلاً قُلَّبًّا>. وفي حديث الحجّاج <فما أحال على الوادي> أي ما أقْبَل عليه. وفي حديث آخر <فجعلوا يَضْحكون ويُحِيلُ بَعْضُهم على بَعض> أي يُقْبِل عليه ويميل إليه. (س) وفي حديث مجاهد <في التَّوَرُّك في الأرض المُسْتَحِيلة> أي المُعوَجَّة لا ستحالتها إلى العِوَج. {حولق} * فيه ذكْرُ <الحَوْلَقَة> هي لَفْظة مَبْنيَّة مِن لا حَول ولا قوّة إلا باللّه، كالبَسْملة من بسم اللّه، والحمدلة من الحمد للّه. هكذا ذَكَرَه الجوهري بتقديم الَّلام على القَاف، وغيره يقول: الحَوْقَلة بتقديم القاف على اللام، والمراد من هذه الكلمة إظهارُ الفَقْر إلى اللّه بِطَلب المَعُونة منه على ما يُحاوِل من الأمور، وهو حَقِيقة العُبوديَّة. ورُوي عن ابن مَسْعود أنه قال: مَعْناه لا حَوْل عن مَعْصِية اللّه إلا بعِصْمة اللّه، ولا قُوّة على طاعة اللّه إلا بمَعُونة اللّه. {حوم} (ه) في حديث الاستسقاء <اللهم ارْحَمْ بَهَائِمنا الحَائمة> هي التي تَحُوم على الماء أي تَطُوف فلا تَجد ماء تَرِدُهُ. (س) وفي حديث عمر <مَا وَلى أحَدٌ إلاّ حَامَ على قَرابَته> أي عَطَف كفِعْل الْحَائم على المَاء. ويُروى <حَامَى>. (س) وفي حديث وفد مَذذْحِج <كأنها أخَاشِبُ بالحَوْمَانة؟؟ > أي الأرض الغليظة المنْقَادَة. {حوا} (س) فيه <أنّ امْرَأة قالت: إنّ ابْنِي هذا كان بَطنِي له حِوَاء> الحِوَاءُ: اسم المكان الذي يَحْوِي الشَّيءَ: أي يَضُمُّه ويَجْمَعه. [ه] وفي حديث قَيْلَة <فَوَأَلْنا إلى حِوَاءٍ ضَخْم> الحِوَاءُ: بيوت مجتَمعَة من الناس على مَاءٍ، والجمع أحْوية. وَوَأَلْنا بمعنى لَجأنا. ومنه الحديث الآخر <ويُطْلب في الحِوَاء العَظِيم الكَاتِبُ فمَا يُوجَد>. (ه) وفي حديث صَفِيَّة <كان يُحَوِّي ورَاءه بعَبَاءة أو كِسَاء ثم يُرْدِفُها> التَّحْوِية: أن يُديرَ كِسَاءً حَوْل سَنام البَعِير ثم يَركَبُه، والاسم الْحَوِيَّة. والجمع الحَوَايا. ومنه حديث بدر <قال عُمَير بن وهب الْجُمَحي لمَّا نظرَ إلى أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وحزَرَهم وأخْبر عنهم: رأيت الحَوَايا عليها المَنَايَا، نوَاضِحُ يَثْرِب تَحْمِل الموت النَّاقِع>. (س) وفي حديث أبي عمرو النَّخَعِي <وَلَدَت جَدْياً أسفَعَ أحْوَى> أي أسْود ليس بشديد السَّواد. (ه) وفيه <خَيرُ الخَيل الحُوُّ> الحُوُّ جَمع أحْوَى، وهو الكُمَيْت الذي يَعْلو سَوادٌ. والحُوَّة: الكُمْتَة. وحَوِيَ فهو أحْوَى. (ه) وفيه <أنّ رَجُلا قال: يا رسول اللّه هَلْ عَلَيَّ في مالي شيءٌ إذا أدّيْت زكَاته؟ قال: فأين ما تَحاوَت عليك الفُضُول؟ > هي تفاعَلَت، من حَوَيْتُ الشيء إذا جَمَعْتَه. يقول: لا تَدَع المُواساةَ من فضْل مَالِك. والفُضُول جمع فَضْل المالِ عن الحوائج. ويروى <تَحَاوَأَت> بالهمز، وهو شاذٌّ مثْل لَبَّأْتُ بالحَجِّ. وفي حديث أنس <شَفَاعَتِي لأهل الكَبَائر من أمَّتِي حَتَّى حَكَم وحَاء> هُمَا حَيَّان من اليَمَن من وَرَاء رَمْل يَبْرِينَ. قال أبو موسى: يجوز أن يكُونَ حَا؛ مِن الحُوّة، وقد حُذِفَت لامُه. ويجوز أن يكون من حَوَى يَحْوِي. ويَجُوز أن يكون مقصورا غير ممدود. {حيب} (س) في حديث عروة <لمَّا مات أبُو لهَب أُرِيَهُ بَعضُ أهله بِشَرّ حِيبَة> أي بِشَرِّ حَالٍ. والحِيبَة والحَوْبة: الهَمُّ والحُزْن. والحِيبَة أيضا الحَاجَة والمَسْكَنة. {حيد} (ه) فيه <أنه رَكِب فَرَسا فَمرَّ بشَجَرة فطَارَ منها طائر فحادَت فنَدَر عنها> حَادَ عن الشيء والطَّرِيق يَحِيد إذا عَدَل، أرَادَ أنها نَفَرت وتَرَكَت الْجادّة. وفي خُطْبة عليّ <فإذا جَاء القتَال قُلتم حِيدِي حَيادِ> حِيدِي أي مِيلي. وحَيَادِ بوَزْن قَطَامِ. قال الجوهري: هو مثْل قولهم: فِيحِي فَيَاحِ، أي اتَّسِعي. وفيَاح اسْم لِلْغَارة. وفي كلامه أيضا يَذمّ الدُّنيا <هي الجَحُود الكَنُود الحَيُود المَيُود> وهذا البِنَاء من أبْنِية المبالغَة. {حير} * في حديث عمر <أنه قال: الرّجال ثَلاَثة: فرجُل حَائرٌ بَائر> أي مُتَحيّر في أمْرِه لا يَدْري كَيْفَ يَهْتدي فيه. [ه] وفي حديث ابن عمر رضي اللّه عنهما <ما أُعْطي رجُل قَطُّ أفْضَل من الطَّرْق، يُطْرِق الرَّجلُ الفَحلَ فيُلْقِحُ مائةً فيَذْهب حَيْرِيَّ دهرٍ> ويُروى <حَيْرِي دَهْر> بياء ساكنة <وحَيْرِيَ دهر> بياء مُخَفَّفة، والكل منْ تَحيُّر الدَّهْر وبقائه. ومعناه مُدَّة الدهر ودَوامُه: أي ما أقام الدَّهرُ. وقد جاء في تمام الحديث: <فَقَال له رَجُل: ما حَيْرِيُّ الدهر، قال: لا يُحْسَبُ> أي لا يُعْرَفُ حسَابه لكَثْرته، يريد أنّ أجْرَ ذلك دائم أبداً لِمَوْضع دَوام النَّسْل. (س) وفي حديث ابن سيرين في غسْل الميِّت <يُؤخَذ شَيء من سِدْرٍ فَيُجْعَل في محَارَة أو سُكُرُّجَة> المحَارَة والْحَائِر: الموْضِع الذي يَجْتَمع فيه الْمَاءُ، وأصْل المحَارة الصَّدَفة. والميم زائدة. وقد تكرر فيه ذِكر <الحِيرة> وهي بكسر الحاء: البَلد القديم بظَهْر الكوفة، ومَحَلَّة مَعْروفة بنَيْسَابور. {حيزم} (س) في حديث بدر <أقْدِمْ حَيْزُوم> جاء في التفسير أنه اسم فرَس جبريل عليه السلام، أراد أقْدِمْ يا حَيْزُوم، فَحذف حرف النِّداء. والياء فيه زائدة. (س) وفي حديث علي: اشْدُدْ حيَازيمَكَ لِلْمَوْتِ * فإنَّ الموت لاَ قِيكَ (كذا بالأصل وا واللسان وتاج العروس. والبيت من بحر الهزج المخزوم - والخزم زيادة يكون في أول البيت لا يعتد بها في تقطيعه - والذي في الأساس: حيازيمَكَ للموتِ ** فإنَّ الموت لاقيكَ ولا بدَّ من الموتِ ** إذا حلّ بواديكَ) الحيَازيم: جَمْع الاحَيْزُوم، وهو الصَّدر. وقيل وسَطه. وهذا الكلام كِناية عن التَّشْمير للأمْر والاسْتِعْداد له. {حيس} (س) فيه <أنه أوْلَم على بَعْض نِسائه بِحَيْس> هو الطَّعام المتَّخَذ من التَّمر والأقِط والسَّمْن. وقد يُجْعل عِوَض الأقِط الدَّقِيق، أو الفَتِيتُ. وقد تكرر ذكر الحَيْس في الحديث. (ه) وفي حديث أهل البيْت <لا يُحبنا اللُّكَع ولا المحْيُوس> المحيوس: الذي أبوه عبْد وأمّه أمَة، كأنه مأخوذ من الحَيْس. {حيش} (ه) فيه <أنَّ قَوما أسْلموا فقَدمُوا إلى المدينة بلَحم، فتَحيَّشَت أنْفُس أصحابه منه، وقالوا: لَعلَّهم لم يُسَمُّوا، فسَألوه فقال: سَمُّوا أنتم وكُلوا> تَحيَّشَت: أي نَفرت. يقال: حاشَ يَحِيش حَيْشاً إذا فَزِع ونَفَر. ويروى بالجيم. وقد تقدّم. (س) ومنه حديث عمر <أنه قال لأخيه زيْد يوم نُدِب لِقتال أهل الرِّدة: ما هذا الحَيْش والقِلُّ> أي ما هذا الفَزع والنفور. والقِلُّ: الرِّعْدة.(ه) وفيه <أنه دخل حائشَ نَخْل فَقَضى فيه حاجَتَه> الحائش: النَّخل الملْتَفُّ المجْتَمع، كأنه لالتفافه يَحُوش بعضُه إلى بعض. وأصله الواو، وإنَّما ذكرناه ها هنا لأجْل لفظه. ومنه الحديث <أنه كان أحَبَّ ما اسْتَتَر به إليه حائش نَخْل أو حائط> وقد تكرر في الحديث.{حيص} (ه) في حديث ابن عمر <كان في غَزاة قال: فَحاص المسلمون حَيْصَةً> أي جَالُوا جَوْلة يَطْلُبون الفِرَار. والمَحِيصُ: المَهْرب والمَحِيد. ويُرْوى بالجيم والضَّاد المعجمة. وقد تقدَّم. ومنه حديث أنس <لمَّا كان يوم أُحُدٍ حَاصَ المسلمون حَيْصَة، قالوا: قُتِل محمد>.(س) وحديث أبي مُوسَى <إنَّ هذه الفِتْنَةَ حَيْصَةً من حَيَصَات الفتَن> أي رَوْغَة منها عَدَلَت إلَيْنا. (ه) وفي حديث مُطَرِّف <أنه خرج زَمن الطاعون، فقيل له في ذلك، فقال: هُو الموت نُحَايصُه ولا بُدَّ منه> المُحايَصَة: مُفاعلة، من الحَيْص: العُدول والهرَب من الشيء. وليس بَيْن العَبْد وبَيْن الموت مُحايَصَة، وإنَّما المعْنَى أن الرجل في فَرْط حِرْصه على الفِرار من الموت كأنه يُبَارِيه ويُغالبُه، فأخْرجَه على المُفَاعلة لكَونها مَوْضُوعةً لإفادة المُبَارَاة والمُغَالبة في الفِعل، كقوله تعالى <يُخادِعون اللّهَ وهو خادِعُهم> فَيَؤُول معنى نُحَايصُه إلى قولك نَحْرص على الفِرَار منه. (ه) وفي حديث ابن جُبَير <أثْقَلْتُم ظهره وجَعلتم عليه الآرض حَيْصَ بَيْضَ> أي ضَيَّقْتُم عليه الآرض حتى لا يَقْدرَ على التَّردُّد فيها. يقال: وَقَع في حَيْصَ بَيْصَ، إذا وقع في أمر لا يجد منه مَخْلَصا. وفيه لغات عدّة، ولا تَنْفرد إحْدَى اللَّفْظَتين عن الأخرى. وحَيْص من حاص إذا حادَ، وبَيص من باصَ إذا تَقَدَّم. وأصْلُها الواو. وإنَّما قُلِبَت ياء للمُزاوَجَة بِحَيْص. وهُمَا مَبْنِيَّان بناء خَمْسَةَ عشرَ.{حيض} * قد تكرر ذكر <الحيض> وما تصرف منه، من اسْم، وفِعْل، ومَصْدر، ومَوْضع، وزمَان، وهَيْئة، في الحديث. يقال: حاضت المرأة تحيض حَيْضا ومَحِيضا، فهي حائض، وحائضة. (س) فمن أحاديثه قولُه: <لا تُقْبَل صلاة حائض إلا بِخِمَار> أي التي بَلَغَت سِنّ المَحِيض وجَرى عليها القلم، ولم يُرِدْ في أيام حَيْضها، لأنّ الحائض لا صلاة عليها، وجَمْع الحائض حُيّض وحوَائض. ومنها قوله <تَحَيّضي في علم اللّه سِتًّا أو سَبْعا> تَحَيَّضَت المرأة إذا قعدت أيّام حَيْضها تَنْتَظر انْقِطاعَه، أراد عُدِّي نَفْسك حائضا وافْعَلي ما تَفْعَل الحائض. وإنَّما خَصَّ السّتّ والسبع لأنهما الغالب على أيام الحَيْض. (س) ومنها حديث أمَ سَلَمة <قال لها: إِنّ حِيضَتك ليْست في يدك> الْحِيضَة بالكسر الاسْم من الحَيْض، والحال الَّتي تَلْزَمُها الحائض من التَّجَنُّب والتَّحَيُّض، كالجِلْسة والقِعْدة، من الجلُوس والقُعود، فأما الحَيْضة - بالفتح - فالمرَّة الواحدة من دُفَع الحيْض ونُوَبه، وقد تكرر في الحديث كثيرا، وأنت تَفْرُق بينهما بما تَقْتضيه قرينة الحال من مَساق الحديث. ومنها حديث عائشة <لَيْتَني كُنْتُ حِيضَةً مُلْقاة> هي بالكسر خِرقة الحيْض. ويقال لها أيضا المحِيَضة، و تُجْمع على المحائِض. ومنه حديث بئر بُضاعة <يُلْقَى فيها المحايض> وقيل المحايض جمع المحيض، وهو مصدر حاض فلما سُمِّي به جمعه. ويقع المحيض على المصدر والزمان والمكان والدَّم. ومنها الحديث <إنّ فلانة اسْتُحِيضت> الاسْتحاضة: أن يَسْتَمِرّ بالمرأة خروج الدم بعد أيام حَيْضها المعتادة. يقال اسْتُحِيضت فهي مستَحاضة، وهو اسْتِفْعال من الحَيْض. {حيف} (س) في حديث عمر <حتى لا يَطْمعَ شَريف في حَيْفِك> أي في مَيلك معه لشرفه. والحَيْف: الجَوْرُ والظلم. {حيق} (س) في حديث أَبي بكر <أخْرجَني ما أجدُ من حاقِ الجوع> هو من حَاق يحيق حَيْقاً وحاقاً: أي لزمه ووجب عليه. والحيْق: ما يشْتَمل على الإنسان من مكروه. ويروى بالتشديد. وقد تقدم. ومنه حديث علي <تَحوّفْ من الساعة التي سار مَنْ فيها حاقَ به الضُّرُّ>. {حيك} (ه) فيه <الإثم ما حاك في نفسك> أي أثّر فيها ورَسخ. يقال: ما يَحِيك كلامك في فلان: أي ما يؤثر. وقد تكرر في الحديث. (س) وفي حديث عطاء <قال له ابن جُريج: فما حِياكَتُهم أو حِياكتكم هذه؟> الحياكة: مِشْية تَبَخْتُر وتَثَبُّط. يقال: تَحيَّك في مِشيَته، وهو رَجُل حَيَّاك. {حيل} (ه) في حديث الدعاء <اللهم يا ذا الحيل الشديد> الحَيل: القُوّة. قال الأزهري: الحدّثون يروونه الحَبل بالباء، ولا معنى له، والصواب بالياء. وقد تقدم ذكره.فيه <فَصَلَّى كلٌّ منَّا حِيَالَه> أي تِلْقاء وجْهِه. {حين} * في حديث الأذان <كانوا يَتَحَيَّنُون وقتَ الصلاة> أي يطلبون حِينها. والحِينُ الوقتُ. ومنه حديث رمي الجمار <كُنَّا نَتَحَيَّنُ زوال الشمس>. (ه) ومنه الحديث <تَحَيَّنُوا نُوقَكم> هو أن يَحْلُبها مرة واحدة في وقتٍ معلوم. يقال حَيَّنتها وتحيَّنتها. وفي حديث ابن زِمْلٍ <أكَبُّوا رَواحِلهم في الطريق وقالوا: هذا حِينُ المنْزل> أي وقت الرُّكُونِ إلى النُّزُول. ويُرْوى <خيرُ المنزل> بالخاء والراء. {حيا} * فيه <الحياءُ من الإيمان> جَعل الحَياء، وهو غريزة، من الإيمان، وهو اكتساب؛ لأنّ المستحي يَنْقَطِع بحَيَائه عن المعاصي، وإن لم تكن له تَقِيَّة، فصار كالإيمان الذي يَقْطَع بينها وبينه. وإنما جعله بعضه لأنّ الإيمان يَنْقَسم إلى ائتِمار بما أمر اللّه به، وانتهاء عما نهى اللّه عنه، فإذا حَصَل الانتهاء بالحياء كان بعض الإيمان. (ه) ومنه الحديث <إذا لم تَسْتَحيِ فاصْنَع ما شئت> يقال: اسْتَحْيا يَسْتَحْيي، واسْتَحَى يَسْتَحي، والأوّل أعْلى وأكثر، وله تَأوِيلان: أحدهما ظاهر وهو المشهور: أي إذا لم تَسْتَحْيِ من العيْب ولم تَخْش العارَ مما تفعله فافعل ما تُحَدّثُك به نفْسُك من أغراضها حَسَنا كان أو قبيحاً، ولفظه أمر، ومعناه توبيخٌ وتهديد، وفيه إشعار بأن الذي يَرْدَع الإنسان عن مُواقعة السوء هو الحَياء، فإذا انْخَلع منه كان كالمأمور بارتكاب كل ضلالة وتعاطي كل سيئة. والثاني أن يُحْمل الأمر على بابه، يقول: إذا كنت في فعلك آمِناً أن تَسْتَحْيِي منه لجريك فيه على سَنَن الصواب، وليس من الأفعال التي يُسْتَحيا منها فاصنع ما شئت. (س) وفي حديث حُنَين <قال الأنصار: المَحْيا مَحْياكم والممات مَماتُكم> المَحْيا مَفْعَلٌ من الحياة، ويَقَع على المصدر والزمان والمكان. وفيه <من أحْيا مَواتاً فهو أحقّ به> المَوات: الأرض التي لم يَجْرِ عليها مِلْك أحد، وإحْياؤها: مُباشرتُها بتأثير شيء فيها، من إحاطة، أو زَرْع، أو عمارة أو نحو ذلك، تشبيها بإِحياء الميت. (س) ومنه حديث عمر، وقيل سلمان <أحْيوا ما بين العشاءَين> أي اشْتَغلوا بالصلاة والعبادة والذكر، ولا تعطلواه فتجعلوه كالميتة بعُطْلَته. وقيل أراد لا تناموا فيه خَوفا من فَوات صلاة العشاء لأن النَّوم موت، واليَقَظة حياة، وإحياءُ الليل: السهرُ فيه بالعبادة، وترك النوم. ومرجع الصِّفة إلى صاحب الليل، وهو من باب قوله (هو أبو كبير الهذلي. (ديوان الهذليين 2/92) والرواية هناك: *فأتتْ به حُوشَ الْجَنانِ مُبَطَّناً*): فأتَتْ به حُوشَ الفُؤادِ مُبَطَّناً ** سُهُداً إذا ما نامَ لَيْلُ الهوْجَلِ أي نام فيه، ويريد بالعشاءين المغرب والعشاءَ، فَغلَّب. (س) وفيه <أنه كان يصلي العصر والشمسُ حَيَّة> أي صافية اللون لم يدخلها التغير بدُنوّ المغيب؛ كأنه جعل مغيبها لها مَوْتاً، وأراد تقديم وقتها. (س) وفيه <إن الملائكة قالت لآدم عليه السلام: حَيَّاك اللّه وبَيَّاك> معنى حَيَّاك: أبْقَاك، من الحياة. وقيل: هو من اسْتقبال الْمُحَيَّا وهو الوَجْه. وقيل مَلَّكك وفَرَّحَك. وقيل سَلَّم عليك، وهو من التَّحيَّة: السلام. (ه) ومنه حديث <تَحِيَّات الصلاة> وهي تَفْعِلة من الحياة. وقد ذكرناها في حرف التاء لأجْل لفظها. (ه) وفي حديث الاسْتِسْقاء <اللهم اسْقِنا غَيْثاً مُغيثاً وحَياً ربيعاً> الحيا مقصورٌ: المطر لإحْيَائه الأرضَ. وقيل الخِصْب وما يَحْيا به الناس. ومنه حديث القيامة <يُصَبُّ عليهم ماءُ الحَيَا> هكذا جاء في بعض الروايات. والمشهور يُصَبُّ عليهم ماءُ الحيَاةِ. ومنه حديث عمر رضي اللّه عنه <لا آكلُ السَّمِين حتى يحيا الناس من أوّل ما يَحْيَوْن> أي حتى يُمْطَروا ويُخْصِبوا، فإِن المطر سبب الخِصب. ويجوز أن يكون من الحياة لأن الخِصب سبب الحياة. (ه س) وفيه <أنه كَرِه من الشَّاة سَبْعاً: الدَّمَ، والمَرَارَةَ، والحيَاءَ، والغُدَّةَ، والذَّكَرَ، والأُنْثَيَيْن، والمثانَة> الحياء ممدود: الفَرْج من ذوات الخفّ والظِّلْف. وجمعه أحْيِيَة. (ه) وفي حديث البُرَاق <فَدَنَوْتُ منه لأركَبه، فأنْكَرني، فَتَحيَّا مِني> أي انْقَبَض وانْزَوَى، ولا يخلوا إما أن يكون مأخوذا من الحياء على طريق التمثيل؛ لأن من شأن الحيِّ أن ينقبض، أو يكون أصله تَحَوَّى: أي تَجَمَّع؛ فقلب واوه ياء، أو يكون تَفَيْعَل من الحيّ وهو الجمع كتَحَيَّزَ من الحَوزِ. (ه) وفي حديث الأذان <حيَّ على الصلاة حَيَّ على الفلاح> أي هَلُمُّوا إليهما وأقبلوا وتَعَالَوا مَسْرِعِين. (ه) ومنه حديث ابن مسعود <إذا ذُكر الصَّالحُون فَحَيّ هَلاً بعُمَرَ> أي ابْدَأْ به واعْجَل بِذِكْرِه، وهما كلمتان جُعلتا كلمة واحدة. وفيها لغات. وهَلاً حَثٌّ واسْتِعْجَال. (ه) وفي حديث ابن عمير <إن الرجُل لَيُسأل عن كل شيء حتَّى عن حَيَّةِ أهْلِه> أي عن كل نفْس حَيّة في بيته كالهِرَّة وغيرها.
|